سـورة الـنــصـر
عن ابن عباس قال .. لما أفبل رسول الله صلي الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالي
إذا جاء نصر الله
قال .. ياعلي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا
اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
[b]بسم الله الرحمن الرحيم
"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا "
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
النَّصْر : الْعَوْن مَأْخُوذ مِنْ قَوْلهمْ : قَدْ نَصَرَ الْغَيْث الْأَرْض : إِذَا أَعَانَ عَلَى نَبَاتهَا , مِنْ قَحْطهَا
ثُمَّ قِيلَ : الْمُرَاد بِهَذَا النَّصْر نَصْر الرَّسُول عَلَى قُرَيْش ; الطَّبَرِيّ . وَقِيلَ : نَصَرَهُ عَلَى مَنْ قَاتَلَهُ مِنْ الْكُفَّار وَأَمَّا الْفَتْح فَهُوَ فَتْح مَكَّة
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
قَوْله تَعَالَى : " وَرَأَيْت النَّاس " أَيْ الْعَرَب وَغَيْرهمْ . " يَدْخُلُونَ فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا " أَيْ جَمَاعَات : فَوْجًا بَعْد فَوْج .
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
أَيْ إِذَا صَلَّيْت فَأَكْثِرْ مِنْ ذَلِكَ . وَقِيلَ :
مَعْنَى سَبِّحْ : صَلِّ ; عَنْ اِبْن عَبَّاس : " بِحَمْدِ رَبّك " أَيْ حَامِدًا لَهُ عَلَى مَا آتَاك مِنْ الظَّفَر وَالْفَتْح . "
وَاسْتَغْفِرْهُ " أَيْ سَلْ اللَّه الْغُفْرَان .
وَقِيلَ : " فَسَبِّحْ " الْمُرَاد بِهِ : التَّنْزِيه ; أَيْ نَزِّهْهُ عَمَّا لَا يَجُوز عَلَيْهِ مَعَ شُكْرك لَهُ
" وَاسْتَغْفِرْهُ " أَيْ سَلْ اللَّه الْغُفْرَان مَعَ مُدَاوَمَة الذِّكْر
عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ :
مَا صَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاة بَعْد أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَة
" إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح "
إِلا يَقُول :
سُبْحَانك رَبّنَا وَبِحَمْدِك , اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
أَيْ عَلَى الْمُسَبِّحِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ , يَتُوب عَلَيْهِمْ وَيَرْحَمهُمْ , وَيَقْبَل تَوْبَتهمْ .
وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلام وَهُوَ مَعْصُوم يُؤْمَر بِالِاسْتِغْفَارِ فَمَا الظَّنّ بِغَيْرِهِ ؟
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر